الثلاثاء، 25 مارس 2014

سورة المجادلة ( 5 - 7 )


قال تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) }
أولا: معاني الكلمات:
{ يحادون الله ورسوله } أي: شاقوا الله ورسوله وعاندوا شرعه.
{ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } أي: أهينوا ولعنوا وأخزوا، كما فعل بمن أشبههم ممن قبلهم.
{ وَقَدْ أَنزلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } أي: واضحات لا يخالفها ولا يعاندها إلا كافر فاجر.
{ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ } أي: ضبطه الله وحفظه عليهم، وهم قد نسوا ما كانوا عليه.
{ من نجوى } أي: من سر بين اثنين فأكثر.
ثانيا: المعنى الإجمالي:
إن الذين يخالفون الله في حدوده وفرائضه، فيجعلون حدودًا غير حدوده، أغيظوا وأخزوا كما غيظ الذين من قبلهم من الأمم الذين حادوا الله ورسوله، وخزُوا. وقد أنزلنا دلالات مفصلات، وعلامات محكمات تدل على حقائق حدود الله. ولجاحدي تلك الآيات البيِّنَات التي أنزلناها على رسولنا محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، ومنكريها عذاب يوم القيامة، مهين: يعني مذلّ في جهنم. وذلك( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ) من قبورهم لموقف القيامة،( فَيُنَبِّئُهُمْ ) الله بما عملوا، فعدّه عليهم، وأثبته وحفظه، ونسيه عاملوه. ( وَاللَّهُ ) جل ثناؤه( عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ) عملوه، وغير ذلك من أمر خلقه شاهد يعلمه ويحيط به، فلا يعزب عنه شيء منه. ثم يقول الله تعالى لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: ألم تنظر يا محمد بعين قبلك فترى( أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ ) من شيء، لا يخفى عليه صغير ذلك وكبيره؛ فكيف يخفى على من كانت هذه صفته أعمال هؤلاء الكافرين وعصيانهم ربهم، ثم وصف جلّ ثناؤه قربه من عباده وسماعه نجواهم، وما يكتمونه الناس من أحاديثهم، فيتحدثونه سرًا بينهم، فقال:( مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ ) من خلقه،( إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ )، يسمع سرّهم ونجواهم، لا يخفى عليه شيء من أسرارهم, ولا يكون من نجوى خمسة إلا هو سادسهم كذلك, ولا أقل من ثلاثة( وَلا أَكْثَرَ ) من خمسة،( إِلا هُوَ مَعَهُمْ ) إذا تناجوا،( أَيْنَمَا كَانُوا ) في أيّ موضع ومكان كانوا. ثم يخبر هؤلاء المتناجين وغيرهم بما عملوا من عمل، مما يحبه ويسخطه يوم القيامة, إن الله بنجواهم وأسرارهم، وسرائر أعمالهم، وغير ذلك من أمورهم وأمور عباده عليم.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.