الأربعاء، 23 أبريل 2014

سورة الحشر ( 1 - 5 )


معاني الكلمات:
قوله: { الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ } يعني: يهود بني النضير.
وقوله: { وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ } أي: ألقى في قلوبهم الخوف والهَلَع والجَزَع.
وقوله: { الْجَلاءَ } أي: النفي من ديارهم وأموالهم.
وقوله: { شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي : خالفوا الله ورسوله.
وقوله: { لِينَةٍ } أي: النخلة.
أسئلة الدرس:
س1: لم ظن المؤمنون أن اليهود لا يخرجون من حصونهم؟
س2: في قصة بني النضير عظة وعبرة, اذكرها؟
س3: ما الدليل على خضوع الكون وتسبيحه لله تعالى؟
س4: ماذا عمل اليهود في بيوتهم خوفا من استيلاء المسلمين عليها؟
س5: قارن بين افعال اليهود في الماضي وافعالهم الآن في فلسطين؟
س6: ما سبب نزول سورة الحشر؟
س7: أوردت الآيات الأولى من سورة الحشر قصة خروج يهود بني النضير من المدينة, من خلال دراستك للسورة اجب عما يأتي:
أ‌-       ما سبب خروجهم.
ب‌-  ما الظن الذي ظنه المسلمون.
ت‌-  ما الظن الذي ظنه اليهود.
ث‌- ما الدروس والعبر من القصة.
س8: في قصة بني النضير جواز إتلاف بعض أموال العدو, اذكر الآية الدالة على ذلك؟
ي9: ما هو العهد الذي نقضه اليهود؟

الأحد، 13 أبريل 2014

أسئلة عامة في المنهج


سورة المجادلة( 1 – 4 ):
س1: اذكر الموضوعات التي اشتملت عليها سورة المجادلة؟
س2: ما سبب نزول بداية سورة المجادلة؟
س3: ما هو الظهار؟ وما حكمه في الإسلام, واذكر كفارته بالترتيب كما في الآيات؟
س4: بما أجاب الرسول صلى الله عليه وسلم (خولة) عندما جاءت تشتكي إليه زوجها؟
س5: قال تعالى: { فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا } هل يجوز جمع المساكين وإطعامهم مرة واحدة أو يفرقهم ويطعم كل يوم مسكينا؟
س6: قال تعالى: { ثم يعودون لما قالوا } ما معنى يعودون؟
سورة المجادلة( 5 – 7 ):
س1: ما هي النجوى؟
س2: لمن يعود الضمير في قوله: (أحصاه الله ونسوه)؟
س3: علم الله تعالى محيط بكل شيء اذكر الآية الدالة على ذلك؟
س4: قال تعالى: { ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هم رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا اكثر إلا هو معهم أين ما كانوا } ما المعنى العام لهذه الآية؟
سورة المجادلة( 8 – 13 ):
س1: ما المراد بالنجوى؟
س2: لم نهى القرآن عن النجوى؟
س3: من عادات العرب وطبائعهم تحريف الكلام عن مواضعه, اذكر الآية الدالة على ذلك؟
س4: ما واجب المسلم نحو الرسول صلى الله عليه وسلم؟
س5: ما سبب نزول قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه}؟
س6: النجوى قسمان: مباحة ومحرمة, اذكرها مع ذكر الآية الدالة على ذلك؟
س7: لمن يرجع الضمير في قوله تعالى: {وإذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به الله}؟
س8: لم أمر الله تعالى بتقديم الصدقة عند مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
س9: اذكر ثلاثة من آداب المجلس؟
س10: بم أبدل الله تعالى الصدقة عند مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
س11: أمر الله تعالى بتقديم الصدقة عند مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم خفف عنهم هذا الحكم, اذكر الآية الدالة على ذلك؟
س12: بما يكون التناجي بين المؤمنين؟
سورة المجادلة( 14 – 19 ):
س1: ما سبب نزول قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم}؟
س2: لمن يعود الضمير في قوله: (غضب الله عليهم), (ماهم منكم), (ولا منهم)؟
س3: علل ما يأتي:
أ‌-       لم يتستر المنافقون بالإسلام.
ب‌-   لم يحلف المنافقون يوم القيامة.
س4: ما حكم موالاة أعداء الإسلام؟
س5: أشارت الآيات إلى عداوة اليهود وغدرهم للإسلام والمسلين, اذكر الآية الدالة على ذلك؟
س6: أن الإنسان لا ينفعه ماله ولا أولاده يوم القيامة, اذكر الآية الدالة على ذلك؟
س7: ما الفرق بين (الجنة)بفتح الجيم, و(الجنة)بضم الجيم, و(الجنة)بكسر الجيم؟
سورة المجادلة( 20 – 22 ):
س1: قال تعالى: { إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد } اذكر الآية الدالة على هذا المعنى من آيات الدرس؟
س2: قارن بين صفات حزب الله وحزب الشيطان؟
س3: ما جزاء من حاد الله ورسوله؟
س4: قال تعالى: {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز}, علام تدل هذه الآية؟
س5: قال تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله}, ما الذي تستفيده من هذه الآية؟

الأربعاء، 9 أبريل 2014

مواقع مفيدة متصلة بالمادة



موقع الإسلام الدعوي والإرشادي
موقع مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي
موقع مشروع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود
موقع خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي
موقع الموسوعة الإلكترونية الشاملة للقرآن الكريم

سورة المجادلة ( 20 - 22 )


{ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21) لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) }
اولا: سبب النزول:
وقيل في قوله: { وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ } نزلت في أبي عبيده قتل أباه يوم بدر { أَوْ أَبْنَاءَهُمْ } في (1) الصديق، هَمَّ يومئذ بقتل ابنه عبد الرحمن، { أَوْ إِخْوَانَهُمْ } في مصعب بن عمير، قتل أخاه عبيد بن عمير يومئذ { أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } في عمر، قتل قريبا له يومئذ أيضًا، وفي حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث، قتلوا عتبة وشيبة والوليد بن عتبة يومئذ، والله أعلم.
ثانيا: معاني الكلمات:
{ يحادون الله ورسوله }: يعادون الله ورسوله ويخالفون امرهما.
{ أُولَئِكَ فِي الأذَلِّينَ } أي: أذل الناس واحقرهم.
{ كَتَبَ اللَّهُ } أي: قد حكم وكتب في كتابه الأول وقَدَره .
{ يوادون } أي: يحبون ويوالون.
{ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ } أي: هؤلاء حزبُ الله، أي: عباد الله.
ثالثا: المعنى الإجمالي:
يقول تعالى ذكره: إن الذين يخالفون الله ورسوله في حدوده، وفيما فرض عليهم من فرائضه فيعادونه, هؤلاء في أهل الذلة، لأن الغلبة لله ورسوله. والله قد قضى وخطّ في أمّ الكتاب، لأغلبن أنا ورسلي مَن حادّني وشاقَّني. إن الله جلّ ثناؤه ذو قوّة وقدرة على كلّ من حادّه، ورسوله أن يهلكه، ذو عزّة فلا يقدر أحد أن ينتصر منه إذا هو أهلك وليه، أو عاقبه، أو أصابه في نفسه بسوء. لا تجد يا محمد قومًا يصدّقون الله، ويقرّون باليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله وشاقَّهما وخالف أمر الله ونهيه( وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ ) يقول: ولو كان الذين حادّوا الله ورسوله آباءهم( أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) وإنما أخبر الله جلّ ثناؤه نبيه عليه الصلاة والسلام بهذه الآية( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ) ليسوا من أهل الإيمان بالله ولا باليوم الآخر، فلذلك تولَّوُا الذين تولَّوْهم من اليهود. هؤلاء الذين لا يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم، أو أبناءهم، أو إخوانهم، أو عشيرتهم، كتب الله في قلوبهم الإيمان. وإنما عُنِي بذلك: قضى لقلوبهم الإيمان، ففي بمعنى اللام،  وقوّاهم ببرهان منه ونور وهدى( وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ ) يقول: ويدخلهم بساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار ماكثين فيها أبدا( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ) بطاعتهم إياه في الدنيا( وَرَضُوا عَنْهُ ) في الآخرة بإدخاله إياهم الجنة( أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ) يقول: أولئك الذين هذه صفتهم جند الله وأولياؤه( أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ ) يقول: ألا إن جند الله وأولياءه هم الباقون المُنْجحون بإدراكهم ما طلبوا، والتمسوا ببيعتهم في الدنيا، وطاعتهم ربهم.

الجمعة، 28 مارس 2014

سورة المجادلة ( 14 - 19 )


قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (16) لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (17) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) }
أولا: سبب النزول:
قال السدي ومقاتل: نزلت في عبد الله بن نبتل المنافق، كان يجالس النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرفع حديثه إلى اليهود. فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرة من حجره إذ قال: يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبار، وينظر بعيني شيطان. فدخل عبد الله بن نبتل، وكان أزرق، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: علام تشتمني أنت وأصحابك؟ فحلف بالله ما فعل ذلك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: فعلت. فانطلق فجاء بأصحابه، فحلفوا بالله ما شتموه. فأنزل الله تعالى هذه الآيات.
ثانيا: معاني الكلمات:
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ } يعني: اليهود، الذين كان المنافقون يوالونهم في الباطن.
{ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً } أي: جعلوا أيمانهم وقاية لهم.
{ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ } أي: يظنون أن حلفهم يقيهم من عذاب الله تعالى.
{ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ } أي: استولى على قلوبهم الشيطان.
{ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ } يعني: أعوان الشيطان وجنوده وأتباعه.
ثالثا: المعنى الإجمالي:
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: ألم تنظر بعين قلبك يا محمد، فترى إلى القوم الذين تَولَّوْا قومًا غضب الله عليهم، وهم المنافقون تولَّوا اليهود وناصحوهم. ما هؤلاء الذين تولَّوْا هؤلاء القوم الذين غضب الله عليهم، منكم يعني: من أهل دينكم وملتكم، ولا منهم ولاهم من اليهود الذين غضب الله عليهم، وإنما وصفهم بذلك منكم جلّ ثناؤه لأنهم منافقون إذا لقوا اليهود، ويحلفون على الكذب، وذلك قولهم لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: نشهد إنك لرسول الله وهم كاذبون غير مصدّقين به، ولا مؤمنين به، أعدّ الله لهؤلاء المنافقين الذين تولَّوا اليهود عذابًا في الآخرة شديدًا( إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) في الدنيا بغشهم المسلمين، ونصحهم لأعدائهم من اليهود. جعلوا حلفهم وأيمانهم جنة يستجنون بها من القتل ويدفعون بها عن أنفسهم وأموالهم وذراريهم، وذلك أنهم إذا أطلع منهم على النفاق، حلفوا للمؤمنين بالله إنهم لمنهم, فصدّوا بأيمانهم التي اتخذوها جنة المؤمنين عن سبيل الله فيهم، وذلك أنهم كفروا، وحكم الله وسبيله في أهل الكفر به من أهل الكتاب القتل، أو أخذ الجزية، وفي عبدة الأوثان القتل، فالمنافقون يصدّون المؤمنين عن سبيل الله فيهم بأيمانهم إنهم مؤمنون، وإنهم منهم، فيحولون بذلك بينهم وبين قتلهم، ويمتنعون به مما يمتنع منه أهل الإيمان بالله. فلهم عذاب مذِلّ لهم في النار. لن تغني عن هؤلاء المنافقين يوم القيامة أموالهم، فيفتدوا بها من عذاب الله المهين لهم ولا أولادهم، فينصرونهم من الله إذا عاقبهم, هؤلاء الذين تولوا قومًا غضب الله عليهم، وهم المنافقون أصحاب النار، يعني أهلها الذين هم فيها خالدون، يقول: هم في النار ماكثون إلى غير النهاية. هؤلاء الذين ذكر أنهم أصحاب النار، يوم يبعثهم الله جميعًا من قبورهم أحياء كهيئاتهم قبل مماتهم، فيحلفون له كما يحلفون لكم كاذبين مبطلين فيها. ويظنون أنهم في أيمانهم وحلفهم بالله كاذبين على شيء من الحقّ،( أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) فيما يحلفون عليه. غلب عليهم الشيطان( فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ) يعني جنده وأتباعه, ألا إن جند الشيطان وأتباعه هم الهالكون المغبونون في صَفْقَتِهِمْ.

سورة المجادلة (8 - 13 )


قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13) }
أولا: سبب النزول:
كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين اليهود موادعة، وكانوا إذا مر بهم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلسوا يتناجون بينهم، حتى يظن المؤمن أنهم يتناجون بقتله-أو: بما يكره المؤمن-فإذا رأى المؤمن ذلك خَشيهم، فترك طريقه عليهم. فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن النجوى، فلم ينتهوا وعادوا إلى النجوى، فأنزل الله: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ } .
عن عائشة قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم. فقالت عائشة: وعليكم السام و[اللعنة] قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة، إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش". قلت: ألا تسمعهم يقولون: السام عليك؟ فقال رسول الله: "أو ما سمعت أقول وعليكم؟". فأنزل الله: { وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ }.
قال مقاتل: كان النبي صلى الله عليه وسلم في الصفة، وفي المكان ضيق وذلك يوم الجمعة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرم أهل بدر من المهاجرين والأنصار، فجاء ناس من أهل بدر وقد سبقوا إلى المجلس، فقاموا حيال النبي صلى الله عليه وسلم على أرجلهم ينظرون أن يوسع لهم فلم يفسحوا لهم، وشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لمن حوله من غير أهل بدر: قم يا فلان وأنت يا فلان. فأقام من المجلس بقدر النفر الذين قاموا بين يديه من أهل بدر، فشق ذلك على من أقيم من مجلسه وعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الكراهية في وجوههم، فقال المنافقون للمسلمين: ألستم تزعمون أن صاحبكم يعدل بين الناس؟ فو الله ما عدل بين هؤلاء: قوم أخذوا مجالسهم وأحبوا القرب من نبيهم، أقامهم وأجلس من أبطأ عنهم مقامهم! فأنزل الله تعالى هذه الآية: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ }.
ثانيا: معاني الكلمات:
{ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ } أي: جهنم كفايتهم في الدار الآخرة.
{ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا } أي: ليسوءهم.
{ تفسحوا في المجالس } أي: توسعوا.
{ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا } أي: انهضوا.
{ أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ } أي: أخفتم من استمرار هذا الحكم عليكم من وجوب الصدقة قبل مناجاة الرسول.
ثالثا: المعنى الإجمالي:
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ) من اليهود, ثم يرجعون إلى ما نهوا عنه من النجوى, ويتناجون بما حرّم الله عليهم من الفواحش والعدوان، وذلك خلاف أمر الله، ومعصية الرسول محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم. وإذا جاءك يا محمد هؤلاء الذين نهوا عن النجوى، الذين وصف الله جلّ ثناؤه صفتهم، حيوك بغير التحية التي جعلها الله لك تحية، وكانت تحيتهم التي كانوا يحيونه بها، التي أخبر الله أنه لم يحيه بها فيما جاءت به الأخبار، أنهم كانوا يقولون: السام عليك. ويقول محيوك بهذه التحية من اليهود: هلا يعاقبنا الله بما نقول لمحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فيعجل عقوبته لنا على ذلك، يقول الله: حَسْب قائلي ذلك يا محمد جهنم، وكفاهم بها يصلونها يوم القيامة، فبئس المصير جهنم. يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله( إِذَا تَنَاجَيْتُمْ ) بينكم،( فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ ) ولكن بطاعة الله، وما يقرّبكم منه, وباتقائه بأداء ما كلَّفكم من فرائضه واجتناب معاصيه, وخافوا الله الذي إليه مصيركم، وعنده مجتمعكم في تضييع فرائضه، والتقدّم على معاصيه أن يعاقبكم عليه عند مصيركم إليه. إنما المناجاة من الشيطان، وليس التناجي بضارّ المؤمنين شيئا إلا بإذن الله، يعني بقضاء الله وقدره. وعلى الله فليتوكل في أمورهم أهل الإيمان به، ولا يحزنوا من تناجي المنافقين ومن يكيدهم بذلك، وأن تناجيهم غير ضارّهم إذا حفظهم ربهم. يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله( إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ )، يعني بقوله: تفسَّحوا: توسعوا، فوسعوا, يوسع الله منازلكم في الجنة, وإذا قيل لكم قوموا إلى قتال عدوّ، أو صلاة، أو عمل خير، أو تفرّقوا عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فقوموا. يرفع الله المؤمنين منكم أيها القوم بطاعتهم ربهم، فيما أمرهم به، ويرفع الله الذين أوتوا العلم من أهل الإيمان على المؤمنين، الذين لم يؤتوا العلم بفضل علمهم درجات، إذا عملوا بما أمروا به. والله بأعمالكم أيها الناس ذو خبرة، لا يخفى عليه المطيع منكم ربه من العاصي، وهو مجاز جميعكم بعمله المحسن بإحسانه، والمسيء بالذي هو أهله، أو يعفو. يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله، إذا ناجيتم رسول الله، فقدّموا أمام نجواكم صدقة تتصدقون بها على أهل المسكنة والحاجة, وتقديمكم الصدقة أمام نجواكم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، خير لكم عند الله( وَأَطْهَرُ ) لقلوبكم من المآثم. فإن لم تجدوا ما تتصدّقون به أمام مناجاتكم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم, فإن الله ذو عفو عن ذنوبكم إذا تبتم منها، رحيم بكم أن يعاقبكم عليها بعد التوبة، وغير مؤاخذكم بمناجاتكم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قبل أن تقدّموا بين يدي نجواكم إياه صدقة. أشقّ عليكم وخشيتم أيها المؤمنون بأن تقدموا بين يدي نجواكم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم صدقات الفاقة، فإذ لم تقدموا بين يدي نجواكم صدقات، ورزقكم الله التوبة من ترككم ذلك، فأدّوا فرائض الله التي أوجبها عليكم، ولم يضعها عنكم من الصلاة والزكاة، وأطيعوا الله ورسوله، فيما أمركم به، وفيما نهاكم عنه, والله ذو خبرة وعلم بأعمالكم، وهو محصيها عليكم ليجازيكم بها.

الثلاثاء، 25 مارس 2014

سورة المجادلة ( 5 - 7 )


قال تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) }
أولا: معاني الكلمات:
{ يحادون الله ورسوله } أي: شاقوا الله ورسوله وعاندوا شرعه.
{ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } أي: أهينوا ولعنوا وأخزوا، كما فعل بمن أشبههم ممن قبلهم.
{ وَقَدْ أَنزلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } أي: واضحات لا يخالفها ولا يعاندها إلا كافر فاجر.
{ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ } أي: ضبطه الله وحفظه عليهم، وهم قد نسوا ما كانوا عليه.
{ من نجوى } أي: من سر بين اثنين فأكثر.
ثانيا: المعنى الإجمالي:
إن الذين يخالفون الله في حدوده وفرائضه، فيجعلون حدودًا غير حدوده، أغيظوا وأخزوا كما غيظ الذين من قبلهم من الأمم الذين حادوا الله ورسوله، وخزُوا. وقد أنزلنا دلالات مفصلات، وعلامات محكمات تدل على حقائق حدود الله. ولجاحدي تلك الآيات البيِّنَات التي أنزلناها على رسولنا محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، ومنكريها عذاب يوم القيامة، مهين: يعني مذلّ في جهنم. وذلك( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ) من قبورهم لموقف القيامة،( فَيُنَبِّئُهُمْ ) الله بما عملوا، فعدّه عليهم، وأثبته وحفظه، ونسيه عاملوه. ( وَاللَّهُ ) جل ثناؤه( عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ) عملوه، وغير ذلك من أمر خلقه شاهد يعلمه ويحيط به، فلا يعزب عنه شيء منه. ثم يقول الله تعالى لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: ألم تنظر يا محمد بعين قبلك فترى( أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ ) من شيء، لا يخفى عليه صغير ذلك وكبيره؛ فكيف يخفى على من كانت هذه صفته أعمال هؤلاء الكافرين وعصيانهم ربهم، ثم وصف جلّ ثناؤه قربه من عباده وسماعه نجواهم، وما يكتمونه الناس من أحاديثهم، فيتحدثونه سرًا بينهم، فقال:( مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ ) من خلقه،( إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ )، يسمع سرّهم ونجواهم، لا يخفى عليه شيء من أسرارهم, ولا يكون من نجوى خمسة إلا هو سادسهم كذلك, ولا أقل من ثلاثة( وَلا أَكْثَرَ ) من خمسة،( إِلا هُوَ مَعَهُمْ ) إذا تناجوا،( أَيْنَمَا كَانُوا ) في أيّ موضع ومكان كانوا. ثم يخبر هؤلاء المتناجين وغيرهم بما عملوا من عمل، مما يحبه ويسخطه يوم القيامة, إن الله بنجواهم وأسرارهم، وسرائر أعمالهم، وغير ذلك من أمورهم وأمور عباده عليم.